روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | كيف أرسخ حب النبي في قلب ولدي؟؟؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > كيف أرسخ حب النبي في قلب ولدي؟؟؟


  كيف أرسخ حب النبي في قلب ولدي؟؟؟
     عدد مرات المشاهدة: 2498        عدد مرات الإرسال: 0


الحقيقة أن حب النبي صلى الله عليه وسلم هو أصل من أصول هذا الدين ومبدأ من مبادئه لا يستقيم إيمان إنسان بدونه ولا يسع مسلم أن يتجاوزه ولا يصح لمسلم أن يكون متردداً فيه فهي مرتبطة بمحبة الله سبحانه وتعالى إذ إنه صلى الله عليه وسلم مبعوثه ورسوله ومصطفاه ومجتباه..

وسؤالك هذا من أهم الأسئلة التي ينبغي على أولياء الأمور والوالدين أن يسألوه وأن يتقنوا فن تطبيقه، وأن يبذلوا جهدهم في الوصول إلى ترسيخ محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلب أبنائهم أجمعين.

ولبيان الإجابة عن هذا السؤال يهمنا الوقوف عند عدة نقاط هامة:

أولا) مكانة حب النبي صلى الله عليه وسلم في التشريع الإسلامي الشريف:

فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار».

وروى البخاري أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده...».

وفي الصحيح عن عبد الله بن هشام: كنا مع النبي وهو آخذ بيد عمر، فقال عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك»، قال عمر: فإنه الآن، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال: الآن يا عمر».

وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها» قال: ما أعدت لها كثير عمل إلا أنني أحب الله ورسوله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب» يقول أنس: فما فرحنا بشي كفرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب» ثم قال: وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجوا الله أن أحشر معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.

وقد اقترن حبه صلى الله عليه وسلم بحب الله تعالى في الكثير من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: {قُل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانُكم وأزواجُكم وعشيرتُكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشَون كسادَها ومساكنُ ترضونها أحبَّ إليكم من اللهِ ورسولهِ وجهادٍ في سبيلِه فَتربَّصوا حتى يأتي اللهُ بأمرِه واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقين}، و{قُل إن كنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يحبِبِكُم اللهُ}.

ثانيا) كيف نقدم النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائنا ونعرفهم به؟

ينبغي على الوالدين تقديم النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته إلى الأبناء مراعين الاعتبارات الآتية:

1= الحرص على بيان شخصية النبي صلى الله عليه وسلم كما بينها القرآن الكريم في قوله تعالى: «إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً» فهو المبشر وهو المنذر وهو السراج المنير والمصباح الوضاء الذي به هدى الله العالمين وأخرجهم من الظلمات إلى النور.

2= الحرص على بيان جوانب القدوة من شخصيته صلى الله عليه وسلم وشخصيته كلها قدوة، والتأكيد على أنه هو النموذج المرتجى والمثال المأمول لكل من أراد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة

3= لابد من أن نجيب لأبنائنا على سؤال: لماذا يجب علينا أن نحب النبي صلى الله عليه وسلم ونصل إلى عقولهم بإقناعهم بأن كل عاقل حكيم صالح مؤمن ذكي يجب أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه الذات البشرية التي تسببت في هداية العالمين إلى الهدى والحق والنور والإيمان بفضل الله الحميد المجيد.

4= التأكيد على فضائله صلى الله عليه وسلم ومكانته عند ربه سبحانه ومكانته بين الأنبياء وفضله يوم القيامة ومكانة شفاعته ومقامه في الجنة صلى الله عليه وسلم والتأكيد على بيان معنى قوله في الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: «فُضِّلتُ على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم -فهو البليغ الفصيح- ونُصرت بالرعـب وأُحلت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون».

5= تبيين بشارة الأنبياء السابقين به صلى الله عليه وسلم وحبهم له وإستقبالهم إياه في الإسراء والمعراج، وأنه هو النبي الخاتم لهم، وأن شريعته هي الناسخة لشريعتهم والجامعة لفضائلها والشاملة لكل خير وهدى جاء في رسالتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

6= التأكيد على بيان معنى الإتباع ومعنى الإبتداع بأسلوب مبسط وتكرار ذلك المعنى.

ثالثا) بعض الوسائل التي يمكن اتخاذها لترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أبنائنا:

1. حكاية معجزاته صلى الله عليه وسلم.

2. حكاية أخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ووصيته باليتيم.

3. حكاية أخبار رقته صلى الله عليه وسلم ورحمته وبكائه وبأنه هو النبي الوحيد الذي ادَّخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته، كما جاء في صحيح مسلم: «لكل نبي دعوة مجابة، وكل نبي قد تعجل دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»، وهو الذي طالما دعا ربه قائلاً: «يا رب أمتي، يا رب أمتي»، وهو الذي سيقف عند الصراط يوم القيامة يدعو لأمته وهم يجتازونه،قائلاًً: «يا رب سلِّم، يا رب سلِّم» وأنه بكى شوقا إلينا حين كان يجلس مع أصحابه، فسألوه عن سبب بكاءه، فقال لهم:«اشتقت إلى إخواني»، قالوا: ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟! قال لهم: «لا، إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني»!! كما ورد في بعض الآثار التي حسنها بعض العلماء.

4. بيان كيف كان يحبه أصحابه رضوان الله عليهم ويضحون في سبيله وحكاية القصص في ذلك.

5. تحفيظ الأولاد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمهم سنته، وبيان كيف أنها تحفظ الإنسان من شياطين الإنس والجن.

6. فعل الوالدين العملي وطريقتهم التطبيقية في الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والحرص على سنته هي مؤثر من أكبر مؤثرات تربية الأبناء على ذلك، يقول صاحب كتاب التربية الإسلامية: إن من السهل تأليف كتاب في التربية، ومن السهل أيضاً تخيل منهج معين، ولكن هذا الكتاب وذلك المنهج يظل ما بهما حبراً على ورق، ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك، وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه، وتصرفاته،ومشاعره، وأفكاره مبادئ ذلك المنهج ومعانيه، وعندئذٍ فقط يتحول إلى حقيقة.

رابعاً) ملاحظات هامه أثناء التطبيق:

1= الحرص على الٌإقناع بإستخدام المناقشة والسؤال والإستفسار وعدم الإعتماد على أسلوب التلقين وحده.

2= يراعى إستخدام أساليب التشويق في حكاية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كما يراعى إستخدام الثواب والهدية ومثاله في حالة التكليف بحفظ الأحاديث أو شيء من السنة.

3= التركيز على كيفية إرضاء النبي صلى الله عليه وسلم وثواب ذاك الإرضاء ولقاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على الحوض والتفريق دائماً في حس الولد بين من يرحب بهم النبي وبين من يقال لهم سحقاً سحقاً.

4= مساعدة الأطفال في الإنتاج الإبداعي فيما يخص حب النبي صلى الله عليه وسلم مثل كتابة الشعر في ذلك والقصة والخطبة والمقالات وتشجيع المسابقات والمنافسات المختلفة في موضوع حب النبي صلى الله عليه وسلم.

الكاتب: خالد السيد رُوشه.

المصدر: موقع صيد الفوائد.